JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
Startseite

مبطلات الصوم

خط المقالة

 مبطلات الصوم


مبطلات الصوم: مفهومها وأدلتها الشرعية
مقدمة:
الصوم عبادة عظيمة شرعها الله تعالى لتزكية النفوس وتقريب العبد من ربه. وهو الركن الرابع من أركان الإسلام، وله شروط وأحكام يجب على المسلم أن يلتزم بها حتى يكون صومه صحيحاً ومقبولاً عند الله. ومن الأمور المهمة التي ينبغي للمسلم معرفتها هي مبطلات الصوم، وهي الأمور التي إذا وقعت أثناء الصوم أفسدته وأوجبت القضاء، وقد وردت أدلتها في القرآن الكريم والسنة النبوية.

أولاً: تعريف مبطلات الصوم
مبطلات الصوم هي الأمور التي تُفسد الصوم إذا وقعت من الصائم عامداً مختاراً، وكان عالماً بالحكم. وإذا وقع أحد هذه المبطلات وجب على الصائم القضاء وربما الكفارة في بعض الحالات.

ثانياً: مبطلات الصوم وأدلتها الشرعية
1. الأكل والشرب عمداً
من المفطرات الأكل والشرب عمداً في نهار رمضان. وقد نص القرآن الكريم على وجوب الامتناع عنهما أثناء الصوم:

قال الله تعالى: "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ" (البقرة: 187).
أما من أكل أو شرب ناسياً، فلا حرج عليه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
"من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه" (رواه البخاري ومسلم).

2. الجماع
الجماع في نهار رمضان من أعظم المبطلات، ويترتب عليه الكفارة الكبرى بالإضافة إلى قضاء اليوم الذي أفسده.

قال الله تعالى: "أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ" (البقرة: 187).
والرفث هنا يشمل الجماع، وقد ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"هلكتُ يا رسول الله!" قال: "وما أهلكك؟" قال: "وقعت على امرأتي في نهار رمضان." فقال له النبي: "هل تجد رقبة تعتقها؟" قال: "لا." قال: "فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟" قال: "لا." قال: "فهل تجد إطعام ستين مسكيناً؟" قال: "لا." ثم جلس الرجل فأُتي النبي بتمر فقال: "خذ هذا فتصدق به." (رواه البخاري ومسلم).

3. إنزال المني بسبب تعمد الإثارة
إذا أنزل الصائم المني بسبب تعمد النظر أو الاستمناء، بطل صومه ووجب عليه القضاء. أما إذا كان الاحتلام في النوم، فلا يبطل الصوم؛ لأنه خارج عن إرادة الإنسان.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" (رواه ابن ماجه).

4. القيء عمداً
تعمد إخراج القيء يُبطل الصوم، أما من غلبه القيء ولم يتعمده فلا شيء عليه.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمداً فليقضِ" (رواه أبو داود والترمذي).

5. الحجامة أو إخراج الدم عمداً بكميات كبيرة
ذهب بعض العلماء إلى أن الحجامة تُبطل الصوم استناداً إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم:

"أفطر الحاجم والمحجوم" (رواه أبو داود والترمذي).
أما إخراج الدم بكميات قليلة، مثل التبرع بالدم أو الجروح البسيطة، فلا يُفسد الصوم عند كثير من العلماء.

6. دخول شيء إلى الجوف عبر المنافذ المفتوحة
إذا دخل شيء إلى الجوف عبر الفم، الأنف، أو أي منفذ مفتوح إلى المعدة أو الأمعاء، وكان ذلك متعمداً، فإنه يُبطل الصوم. وهذا يشمل الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم أو الأنف.

7. الردة عن الإسلام
الردة عن الإسلام تُبطل جميع العبادات، ومنها الصوم.

قال الله تعالى: "وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ" (البقرة: 217).

ثالثاً: أمور لا تبطل الصوم
الاحتلام أثناء النوم: لأنه خارج عن إرادة الإنسان.
تناول شيء نسياناً: كما بيّن الحديث الشريف.
الحقن العلاجية: التي لا تُغذي الجسم، مثل الحقن العضلية أو الجلدية.
خاتمة
معرفة مبطلات الصوم أمر ضروري لكل مسلم ليحافظ على صحة صيامه ويبتعد عما يُفسده. وقد بيّن الإسلام هذه المبطلات بوضوح في القرآن الكريم والسنة النبوية، مما ييسر على المسلمين الالتزام بها. وعلى الصائم أن يكون حريصاً على أداء هذه العبادة على أكمل وجه، مع استحضار النية الصادقة والإخلاص لله تعالى.
Kommentare
Keine Kommentare

    NameE-MailNachricht