JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

تعريف الصوم

خط المقالة

 تعريف الصوم


تعريف الصوم
الصوم من أعظم العبادات التي شرعها الله تعالى لعباده، وهو عبادة قديمة شرعت في جميع الرسالات السماوية، وجعلها الله سببًا للتقوى والتقرب إليه. يتضمن الصوم أبعادًا روحانية وجسدية وأخلاقية، مما يجعله عبادة متكاملة لها آثار عظيمة على المسلم. في هذا المقال، نتناول تعريف الصوم وأهميته مع الأدلة الشرعية.

تعريف الصوم لغة واصطلاحًا
لغةً: الصوم في اللغة يعني الإمساك والامتناع. يقال: "صام الشخص" إذا امتنع عن الكلام أو الطعام أو الحركة، كما قال الله تعالى عن مريم عليها السلام:
"إني نذرت للرحمن صومًا فلن أكلم اليوم إنسيًا" (مريم: 26)، أي إمساكًا عن الكلام.

اصطلاحًا: الصوم هو الإمساك عن المفطرات من طعام وشراب وجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التعبد لله تعالى. ويشمل الصوم الامتناع عن كل ما يبطل الصيام من الأقوال والأفعال، طلبًا لرضا الله وتقربًا إليه.

مشروعية الصوم وأدلته
الصوم عبادة مشروعة بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع الأمة. قال الله تعالى:
"يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" (البقرة: 183).
وهذا دليل على أن الصيام فريضة على المسلمين، وأنه كان فريضة أيضًا على الأمم السابقة، مما يدل على أهميته وفضله.

أدلة من السنة النبوية
قال رسول الله ﷺ:
"بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت" (رواه البخاري ومسلم).
هذا الحديث يبين أن الصوم ركن من أركان الإسلام الخمسة، مما يؤكد مكانته في الدين.

كما قال ﷺ:
"من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه" (رواه البخاري ومسلم).
وهذا الحديث يبرز فضل الصيام في تكفير الذنوب والقرب من الله تعالى.

أنواع الصوم
الصوم في الإسلام ينقسم إلى عدة أنواع:

صوم الفريضة: وهو صيام شهر رمضان، الذي فرضه الله على كل مسلم بالغ عاقل.
قال الله تعالى:
"فمن شهد منكم الشهر فليصمه" (البقرة: 185).

صوم النفل: وهو الصيام التطوعي الذي يؤديه المسلم تقربًا إلى الله. ومن أمثلته:

صيام يومي الإثنين والخميس.
صيام الأيام البيض (13، 14، 15 من كل شهر قمري).
صيام يوم عرفة لغير الحاج، وصيام عاشوراء.
صوم الكفارات: وهو الصوم الواجب الذي يكفر به المسلم عن خطأ ارتكبه، مثل كفارة اليمين أو كفارة القتل الخطأ.

صوم النذر: وهو الصيام الذي ينذره المسلم، فيصبح واجبًا عليه إذا تحقق النذر.

أهداف الصوم وحِكمه
1. تحقيق التقوى
الصوم وسيلة لتحقيق التقوى، كما قال الله تعالى:
"لعلكم تتقون" (البقرة: 183).
فالصوم يُعلّم المسلم الصبر، ويُجنّبه الوقوع في المحرمات، ويزرع في قلبه الإخلاص لله.

2. تطهير النفس
الصيام يُطهّر النفس من الشهوات ويُعين على كبحها. قال النبي ﷺ:
"يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء" (رواه البخاري ومسلم).

3. الشعور بالفقراء
عندما يمتنع المسلم عن الطعام والشراب، يشعر بمعاناة المحتاجين والجوعى، مما يحفزه على الإنفاق والصدقة.

4. تقوية الإرادة
الصوم يربي النفس على ضبط الشهوات والتحكم في الرغبات، مما يعزز قوة الإرادة والقدرة على مواجهة التحديات.

شروط صحة الصوم
لصحة الصيام في الإسلام شروط يجب توافرها:

الإسلام: فلا يصح الصوم من غير المسلم.
العقل: فلا يُكلّف المجنون بالصوم.
البلوغ: فالصيام واجب على من بلغ سن التكليف.
القدرة: يجب أن يكون المسلم قادرًا صحيًا على الصيام. قال الله تعالى:
"ومن كان مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر" (البقرة: 185).
خاتمة
الصوم عبادة عظيمة فرضها الله على عباده لما فيها من فوائد روحية وجسدية واجتماعية. فهو ركن من أركان الإسلام، ووسيلة لتحقيق التقوى، وتطهير النفس، والشعور بالآخرين. ينبغي للمسلم أن يحرص على أداء هذه العبادة بإخلاص، وأن يستثمر أيام الصيام في الطاعات والعبادات. نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
تعليقات
ليست هناك تعليقات

    الاسمبريد إلكترونيرسالة