JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

مكروهات الصوم: مفهومها وأحكامها الشرعية

خط المقالة

 مكروهات الصوم: مفهومها وأحكامها الشرعية


مكروهات الصوم: مفهومها وأحكامها الشرعية
مقدمة:
الصوم عبادة عظيمة فرضها الله سبحانه وتعالى لتطهير النفس وتهذيبها، وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة. ولضمان صحة الصيام وقبوله، يجب على المسلم الالتزام بآدابه وتجنب مكروهاته، وهي الأمور التي قد تنقص من أجر الصائم أو تعرضه للوقوع في محظورات. في هذا المقال، سنتناول مكروهات الصوم بالتفصيل، مع الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية.

أولاً: تعريف مكروهات الصوم
المكروهات في اللغة: ما يُكره ويُستقبح.
وفي الاصطلاح الشرعي: هي الأمور التي يُستحب للصائم أن يتركها، لكنها لا تُبطل الصوم إذا وقع فيها، بل تنقص من أجره وتُضعف ثوابه.

ثانياً: مكروهات الصوم وأدلتها
1. المبالغة في المضمضة والاستنشاق
المبالغة في المضمضة والاستنشاق أثناء الوضوء للصائم مكروهة؛ لأنها قد تؤدي إلى دخول الماء إلى الحلق، مما يفسد الصوم.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً" (رواه أبو داود والترمذي).
فهذا الحديث يُشير إلى أن ترك المبالغة في الاستنشاق أثناء الصيام هو من آداب الصائم.

2. تذوق الطعام بغير حاجة
تذوق الطعام بغير ضرورة مكروه للصائم، لأنه قد يؤدي إلى دخوله إلى الجوف، مما يفسد الصوم. أما إذا كان هناك حاجة، كأن تتذوق المرأة الطعام للتأكد من ملوحته، ثم تبصقه، فلا حرج في ذلك.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: "لا بأس أن يتذوق الصائم القدر أو الشيء" (رواه البيهقي).

3. الانشغال بالأمور الدنيوية على حساب العبادة
إضاعة الوقت في أمور لا تفيد، كالانشغال الزائد بالتجارة أو الترفيه المبالغ فيه، تُعد من مكروهات الصيام لأنها تُضعف ارتباط الصائم بالعبادة.

قال الله تعالى: "وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (الأنفال: 45).
وهذا يشمل الحرص على استثمار وقت الصيام في العبادة والطاعات.

4. الجدال والخصومة
الانغماس في الجدال أو الخصومة مكروه أثناء الصوم؛ لأن الصوم يُربي النفس على ضبط الغضب والصبر.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم" (رواه البخاري ومسلم).

5. ترك السواك بعد الظهر
ذهب بعض العلماء إلى كراهة استخدام السواك بعد الزوال للصائم، استناداً إلى حديث ضعيف، لكن الصحيح أنه جائز طوال اليوم. ومع ذلك، من الأفضل تجنب ما يُثار حوله الخلاف إن لم يكن هناك حاجة.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء" (رواه البخاري ومسلم).

6. الإكثار من النوم والكسل
النوم المفرط أثناء نهار رمضان يُعد من مكروهات الصوم؛ لأنه يُفوّت على الصائم فرصة القيام بالعبادات والطاعات التي تزيد من أجره.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ" (رواه البخاري).

7. إطلاق البصر في المحرمات
النظر إلى المحرمات، كالأفلام أو الصور التي تحتوي على ما يغضب الله، يُضعف أجر الصائم ويُعد من المكروهات.

قال الله تعالى: "قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ" (النور: 30).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الصوم جنة، فإذا كان أحدكم صائماً فلا يرفث ولا يجهل" (رواه البخاري ومسلم).

8. كثرة الكلام بغير ذكر الله
الانشغال بالكلام الفارغ أو الغيبة والنميمة يُضعف روحانية الصيام.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" (رواه البخاري).

ثالثاً: الفرق بين المكروهات والمبطلات
المبطلات: تُفسد الصوم تماماً وتُوجب القضاء وربما الكفارة.
المكروهات: لا تُفسد الصوم، لكنها تُنقص من أجره وثوابه.
رابعاً: كيفية تجنب مكروهات الصوم
الإخلاص لله عز وجل في الصيام واستحضار النية.
شغل الوقت بالطاعات، مثل قراءة القرآن، الذكر، والصلاة.
تجنب الجدال والنقاشات الحادة.
الابتعاد عن كل ما يُثير الشهوات أو يغضب الله.
الحرص على العبادات والأعمال الصالحة، كالإحسان إلى الناس والصدقة.
خاتمة:
الصوم عبادة قلبية تهدف إلى تهذيب النفس وتقوية علاقتها بالله تعالى. ومن هنا جاءت أهمية تجنب مكروهات الصوم، لأنها تُضعف من أثر هذه العبادة على النفس وتقلل من ثوابها. فليحرص المسلم على الالتزام بآداب الصيام وتجنب المكروهات، استجابة لأمر الله وسيراً على هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ليكون صومه مقبولاً وأجره عظيماً.
تعليقات
ليست هناك تعليقات

    الاسمبريد إلكترونيرسالة